الاثنين، 4 مايو 2009

الحكيم الفلاح


قال لى أحد الحكماء ذات يوم أن العلام بالكلام فقط لأولو الالباب وغالبا يكونون من الرجال الحكماء الأذكياء وأن علام الأيام هو شر علام و هو أثبت علام ولكن ثمنه غالى جدا وغالبا ما يترك علامه بارزه وظاهره فى وجه صاحبه فكلما نظر إلى المرآءه ووجد العلامه تذكر الدرس وشعر بمراره علام الأيام وهذا النوع غالبا ما يكون من النساء اللى راكبه دماغها دايما وصيتها من نفوخها ومالهاش كبير يشكمها
وقال لى ايضا أن المراءه مخلوق ضعيف وهش وغض ورغم كل ما تتقنع به من صلابه خارجيه وقوه مصطنعه إلا انها (خايبه فى عقلها) وكل النساء غلابه بل غلابه جدا وليست الغلبنه هنا بمعنى الفقر المادى بل بمعنى الفقر العقلى الذى يبصرها بالصواب والخطأ وأنها تحتاج دوما لظهر رجل تحتمى خلفه من غدر الزمن ومراره الايام
وقال لى أن الناس الطيبين ماتوا من زمان وأخذوا معهم الخير كله والخير هنا ليس الثروات والأموال والكنوز بل يعنى المبدأ والمروءه والكلمه التى تحل أكبر المشاكل وكلمه الشرف التى هى اقوى من عقود الشهر العقارى أمام القضاه والتى تجلب الحق لصاحبه دون محاكمات
وقال لى أن المال لا يجلب السعاده بل يجلب الهم من شده الحرص على زيادته
وأن المعرفه بأشياء كثيره لا تجلب لصاحبها غير الشقاء فى الدنيا بما يعرف وأن الجهلاء دوما فى راحه
قال لى أن سوق الرجال قد ولى وندر وأنهم عمله صعبه وأن المدنيه والتحضر ابلتنا باعداد غفيره من انصاف الرجال
قال لى أن الذى يحتمى وراء المبدأ لاتكسره الأيام ولا يطأطأ الرأس امام مخلوق أيا" إن كان
هذا الحكيم هو الحكيم الفلاح عم سعيد مربى الخيول فى عزبه صغيره تابعه لقريه صغيره ايضا , وعم سعيد لا يقرأ ولا يكتب ولا يستطيع أن يفك الخط فهو لم يتعلم فى المدارس ولا الجامعات بل علمته الأيام وحكمته مستمده من خضاره الحياه التى يعيشها وفطرته التى فطرها الله عليها ولم يسعى إلى تغييرها ولا التلاعب فيها
عم سعيد الحكيم الفلاح بإبتسامته الصافيه يقول بكل ما تحمله الكلمه من معنى ( يا مرحب) وتظل هذه الكلمه البسيطه الطيبه على لسانه إلى أن يقول فى نهايه الجلسه وعندما يقف الضيف مستعدا للرحيل (مابدرى؟)

عم سعيد يهادي الناس من أجل المحبه لا من أجل مصلحه أو رد لهديه  )(محبه يعني مش تبادل مصالح )
عم سعيد يرتدى سروال وسديرى وجلباب ناصع البياض ولكنه ليس أبيض من قلبه
عم سعيد عندما تداهمنى الهموم يأخذنى من يدى إلى الغيط ويقول لى أغسلى همومك فى حضن الارض الطيبه وكلى من خيرها تحلى عليكى براكتها وببساطه يقول مبتسما الهم ليه دى الدنيا فانيه وعندما أضحك يقول أضحكى أضحكى ما حدش واخد منها حاجه
والآن يراودنى سؤال مهم ؟؟؟ يا ترى كم من عم سعيد فى دنيانا الآن؟؟؟
وهل نستطيع أن نحيا بهذه البساطه مثل عم سعيد؟ وتكون كل أمانينا وآخر أحلامنا هى أكله حلوه؟؟؟
أعتقد أن كلا منا هو الأجدر بأن يجاوب عن نفسه
وياريت الدنيا كلها تعيش بطريقه عم سعيد الحكيم الفلاح
شيماء الجمال

هناك تعليق واحد:

V.Hayat يقول...

ما اجمل الرضا فى الدنيا وما اجمل البساطة وما اجمل عم سعيد بعفويته فالفلاح يرضه بقليله فهو يغسل همومه فى حضن الارض يرتوى بنسيم الصباح والجمال الطبيعى فى ارض مصر الاصيلةالتى ارى فيكى منها الكثير