الخميس، 26 مايو 2011

آخر لقاء

لم تخبرنى بعد بأنه اللقاء الآخير بيننا...لم تخبرنى انها ستكون آخر نظره وآخر قبله وآخر جمله وآخر مره اغلق فيها الباب خلفى دون رجوع ... لم تخبرنى بعد أنها اخر مره اناديك فترد على  ...
أتذكر اللقاء كاملا برغم ضعف ذاكرتى فى الآونه الأخيره ...أتذكر تلك النظره الحانيه التى ودعتنى بها ..وقبله قد أرسختها على يدك ...وابتسامه جميله على وجهك تتمنى لى السلامه ...
وياليتك اخبرتنى حتى يتسنى لى أن ابوح لك عم بداخلى وأقدم لك شهاده عرفان بالجميل ..حتى يتسنى لى ان اقول أنك كنت نعم الأب واوفى صديق ...كنت أحن من الرحم على جنينها ...كنت آخر بئر حنان وقد نضب بعد رحيلك ...كنت مشكاه النور لدى ..كنت من ازال الستار الاسود من على نافذه حياتى ...وغرست بذور المعرفه والعلم والثقافه بداخلى ...من أطعمنى الحروف وأسقانى المبادئ الاصيله ...
يا ابى ألغيت عمله الوفاء من التداول فى الاسواق بعد رحيلك ...
لم تخبرنى أنه حينما أغلق خلفى بابك وأمضى سيكون مضى بلا عوده وأننى لو عدت يوما لن تكون انت موجود ..فتمنيت  لو أننى  ما مضيت 
يا أبى ...رفع عنى غطاؤك وأنا الان عاريه وسقطت عبائتك من حول جسدى وكيانى 
يا أبى ...برحيلك أنهارت قوتى وهرمت وسط مجتمع مستوحش 
يا أبى ...أرتدى الآن فستان الصبر وزينت شفاهى بلون الصمت 
يا أبى ...كل الآذان حولى مغلقه صماء ...وكل الافئده فاتره ...والوجوه مقنعه مزيفه ...والنوايا والضمائر مشوهه ...والصور حولى باهته 
يا أبى ...من سيلقبنى بالقمر ؟؟
يا أبى من ذا الذى سأختبئ فى حضنه فى لحظه ضعف وهروبا من جشاعه البشر ؟؟
يا أبى ...لم تخبرنى أنه دونك ليس لى من نصير 
يا أبى ...لم تخبرنى أننى سأصاحب اليتم وأن شمسى لن تشرق فى اى يوم جديد 
يا أبى ...لم تخبرنى بأن صورك لن تغنى عنك ولن تصبح بديل 
يا أبى ...عرفت الان لما يوصف اليتيم بكسره فى عينيه 

شيماء الجمال

الاثنين، 23 مايو 2011

دمعه فى ذكرى ميلادى

 كانت دمعه لابد من أن تسقط فى ذكرى ميلادى , فكعادتى جلست على سريرى افترش ذكرياتى , اتامل كتبى وصورى واوراقى , يرقص قلبا سعاده عندما تصلنى رساله من احد الاصدقاء متمنيين لى السعاده ودوام العمر وراحه البال , أتامل التغيير الذى حل بى فى مرآتى , أرى هنا خطا جديدا قد نقش به الدهر على وجهى , وهاله حزن جديده احاطت بى , زاد وزنى بضع كيلوات وترهلت اجزاء جديده من جسدى ربما هو عامل الزمن , ووجدتها فرصه لارتب بعض اوراقى , فهنا ورقه صديقه خانت فبانت وذهبت الى سله مهملاتى , وهنا صوره باهته عندما اكتملت مزقتها اربا" , وهنا شهاده بخبره جديده أكتسبتها فى آخر ايامى واحتفظت بها فى ادراجى , وهناك خانه الحبيب مازالت فارغه والجديد أننى أصبحت بها لا أبالى , وهناك شمعه على يسارى ذابت وانطفئت فأستبدلتها بأخرى لتنير حياتى , وورده قبل الذبول وضعتها فى أحضان كتابى , وحلم مازال عرضه مستمر فى منامى , ولم تعد بالجديد تاتى اشعارى وكلماتى ...
ولكن هناك ما هو اهم ...اليوم ولاول مره غاب عنى الاب والصديق والحبيب ...مات أبى فهل احتفى بميلادى ام بمماتى ؟؟
لذا فكانت دمعه لابد وان تسقط فى ذكرى ميلادى 


شيماء الجمال

الثلاثاء، 10 مايو 2011

يا من تتحدث لغتى


أشعر وكأننى هبطت بمركبه فضاء على كوكب آخر غير كوكب الأرض ووجدت نفسى غريبه فى وسط مخلوقات لا تتحدث لغتى ولا أعرف لغتهم , ليسوا مثلى ولست مثلهم ,أشعر بالخوف ممن حولى , أتمنى أن ترسو هنا سفينه أخرى لتنقلنى إلى وطنى لأجد بشر مثلى , ولكننى أمام أمر واقع وعلى أن أتعايش معه , بدأت أجول وأتجول , أتأمل جميع من حولى بدهشه غريبه وهم أيضا يضعون علامات إستفهام كثيره حولى , أفتش عن أحد شبهى من جنسى ولونى ..من يتحدث لغتى من يكسر صمتى  من يؤمن بقرآنى ويصلى صلاتى ويفهم شعرى, من يرى دمعى ويرسم بسمه على وجهى !!!  


جربت لغه الإشاره , فعندما تكون اللغه حائل للتفاهم بين البشر يلجئون للغه الإشاره ولكن ...لم أجد من يفهمنى !!!


قررت أن أعيش هنا وحدى أتأمل الجميع والجميع يتأملنى  أستمع إليهم دون فهم و لا أحدا هنا يسمعنى حتى كدت أن أنسى نبره صوتى !!!


واخيرا نادى على من بعيد منادى ...وظل يردد بلهفه أسمى .. كنت أعرفه ويعرفنى ,هرولت إليه وأنتشلنى من بين ظلمات الغربه فأرتميت فى حضنه وأحتضنى ...حدثته فأنصت لى وردد نفس لغتى , ظللت أثرثر وأثرثر وأبكى وأضحك وأمرح وأفضفض وأعلق ومشيت معه طريقه وسكنت داره فأصبح أهلى وبيتى ...هو من معه خريطه مشوارى و دربى


الآن لدى من يمسح دمعى ويسمع همسى ويقدر صمتى ويداوى ألمى ويطبب جرحى  ويسلج صدرى ويهدئ من روعى ..الآن أنا لست فى الغربه وحدى وفى حضنه لا أخشى من الغرباء ولا ممن هم بالغدر خلفى 


لقد توحد مع نفسى ...وأهدانى عيناه لأرى بها وبصيرته لترشدنى ومن خبراته أسقلنى 
كان هو كل الكون ...كان أبى وأمى وصديقى وحبيبى وأهلى وجيرانى ...كان ظهرى وسندى 
ومات ابى وذهب للثرى ليتركنى ....
وعدت أنا الآن ها هنا وحدى ....ولم تأتى السفينه بعد كى إليه تأخذنى
 الآن لا أجد من يتحدث لغتى ...ولا من يعرف أسمى ...فهل من أحد غيره يهتم لأمرى ؟؟؟ أو يسمع شعرى ؟؟؟ أو ليقبل بحماقاتى وهزلى ؟؟؟من دونه بالصواب والخطأ يبصرنى ؟؟؟
مات أبى ...فإنكسر ظهرى  


شيماء الجمال