الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

الانسان اسير تجاربه


هل يظل الانسان اسيرا لتجاربه مدى الحياه؟

عندما نقرب من طفل صغير لاول مره دبوس او ابره معدنيه مدببه فلن نجد منه ايه رد فعل وحينما يشعر بغزه الدبوس ويتملكه الالم فهو بذلك قد مر بتجربه شعوريه اكسبته خبره ما ,فاذا ما عاودنا الكره مره اخرى واقتربنا منه بدبوس فستجد رده فعل قويه وهى انه يبتعد فلقد اكتسب خبره من قبل نتيجه تجربته وهذا ما يسمى بالتجربه الشعوريه وهى التجربه التى يخوضها الانسان فيشعر بها ويشعر بنتائجها وتأثيرها عليه ويكتسب منها خبره

هذا هو الحال معنا عندما نمر بتجربه ما فنكتسب منها خبره ما فنتفاداها فيما بعد

وهناك أيضا التجربه الاشعوريه وهى التجربه التى نخوضها ولا نشعر بها ولا نشعر بتأثيرها علينا وبالتالى لا تكسبنا اى خبرات ايجابيه بالحياه, وغالبا ما قد يكون تأثيرها سيكولوجى اكثر منه نفسى , كحالات التبول الاإرادى عند بعض الاطفال بالعلاج تجد ان السبب الرئيس هو وجود الطفل وسط شجار مستمر بين الابوين فهى تجربه يمر بها الطفل تؤثر عليه نفسيا سلبا يختزنها دون ان يشعر بها لتؤثر عليه فسيلوجيا فكل ما نختزله ولا يظهره الشعور يعبر عنه الجسد والاعضاء

ولذلك تجد المطلقين من الجنسين لا يقدمون بسهوله على الخوض فى تجربه زواج جديده وربما يعيشون طويلا اسرى لتجربه فاشله , وهو مؤشر خطير فبه قد تتوقف عجله الحياه عن السير

ولكن كيف يستطيع الانسان ان يفك أسره من تجاربه السلبيه السابقه , قد تحتاج لاراده قويه او تصالح مع النفس وتوحد مع الذات والوقوف كثيرا أمام مرآه الحياه

وقد ينجح البعض فى فك هذا الاسر بمساعده شخص ما قادر على استيعاب الطرف الاخر وما مر به

الخطير هنا ايضا هو أن أحكام الفرد تنبعث من هذا المنطلق ايضا , فنجده يصدر أحكاما مطلقه على الاشياء بنظره ذاتيه وبتجرد عن الموضوعيه , فإن تعرض لتجربه خداع او نصب فإنه لن يأمن أحدا قط وإن تعرض لصدمه عاطفيه فسيصاب بفوبيا الحب والارتباط

والخلاصه هى دعوه الى اصحاب التجارب السلبيه بالحياه للتحرر منها وتكسير حواجز الخوف والقلق وحب الحياه

شيماء الجمال