تجاهد المرأه طوال عمرها للحصول على وهم كبير أسمه الحريه
وتبذل قصار جهدها من أجل أن تنول هذه الحريه الواهيه
وتعتقد أن بالحريه تكتمل سعادتها وأنها أبسط حقوقها ومن هنا ظهرت جمعيات المطالبه بحقوق المرأه وحريتها وجنونها أيضا
فالفتاه منذ المراهقه تجد أنها لا تستطيع لبس الجيب القصير ولا تستطيع التأخير خارج المنزل وممنوع اللعب مع الصبيان وممنوع الكلام متأخر فى التليفون ومغيش بيات بره البيت
ولا تكتشف الفتاه سر هذه التعنتات والقيود إلا بعد فوات الآوان
والحقيقه أن هذه القيود والتحكمات تاج على رأس الفتاه تتوج به لتصبح ملكه على مملكه الدنيا بأسرها
وتتمرد الفتاه على قيودها وتحلم بفارس على حصان أبيض يخطفها من منزل والدها ويطير بها إلى دنيا بلا قيود
وسرعان ما تكتشف بعد الزواج أنها تحررت من قيود أهلها لتجد قيودا جديده لا تعرف عنها شيئا فتره المراهقه
فتبدأ الرحله من جديد لتطالب عايزه أروح عند ماما وبابا وعايزه أبيت عندهم وعايزه أشتغل وعايزه أخرج مع أصحابى وعايزه أسافر دون الأولاد......إلخ
وتصطدم بالقيود الجديده(اللى هى فى نظرى تاج للمرأه وتقدير لأنوثتها بس للى يفهم) وتبدأ من جديد تبحث عن مفر ولا تجد غير الطلاق
وأخيرا نالت حريتها الكامله وأنطلقت فى عالم الحريات وحطمت قيودها التى سعت إلى تحطيمها منذ نعومه أظافرها وجاء الدور على إستمتاعها بتلك الحريه فكانت المفاجأه أن الحريه لها بهذه الأبعاد وفى هذا المجتمع نوع خاص من أنواع الشقاء فلم يعد لديها من هو مسئول عنها ولم يعد لديها من يحقق لها عامل الأمان
ولأول مره أصبحت تكد لتأكل وتكدح لتصان ووقع على عاتقها أن تزود عن نفسها ضد كلاب المجتمع ومراره الأيام وآلام الوحده وأكتشفت كم هى غضه وضعيفه ورقيقه لكى تحمل على عاتقها كل هذه المسئوليه ولكن وجدت أنه ليس هناك بد أن تحملها لكى تعيش فتنكرت لها أنوثتها وفقدت نعومه يديها وأصبحت مساويه للرجل ومطالبه بأن تقوم بدوره فلم تعد ضمن هذا الصنف من المخلوقات الذى يسمى إمراءه فعندما حطمت قيودها لم تستطع أن تتحدى المجتمع والطبيعه وسنه الله فى خلقه لأنها يجب ولابد أن تتبع أحدا ما يقوم على حمايتها يسهر على راحتها ويخشى عليها التعب والإرهاق ويبصرها بالصواب والخطأ ويبذل قصار جهده فى أن يفرش بعمره أمان بيتها
وبالطلاق تجد نفسها محاصره بقيود الحريه التى لم تعرفها بعد وسرعان ما تجد أن قيود الحريه أشد وطأ من القيود القديمه
تكتشف أن الحريه سلبت منها اعز ما تملك سلبت منها أنوثتها وعزتها وترفعها سلبت منها حرمتها وأنتزعتها من محرابها لتلقى بها وسط مجتمع مستوحش عليها أن تستبدل أسنانها البيضاء البراقه بأنياب الذئاب وعليها أن تستبدل الجونيله الحريمى بالكاوبوى الجينز ولا مجال للحذاء الحريمى المدبب الأطراف ورقيق الكعب فالآن زمن الحذاء الأديدس والنايكى وجوارب لاعبى كره القدم
تبدلت رائحتها من أرفع أنواع البرفانات أو حتى الصابون اللوكس لرائحه العرق من الزحام وسط الرجال
أصبحت مثل الخيل المهان فى نزله السمان يمتطيه أى شخص بحفنه من النقود بينما كانت فرسه عربيه أصيله شهاده ميلادها تقول أنه لا يمكن ترويضها إلا لمالكها فقط ومربيها
فيالا الهول هذه هى الحقيقه التى أكتشفتها إنها تبحث عن قيودها لتشعر بالأمان وتبعد عن الأخطار وتشعر أنها أنثى أنها ترفض ويالا العجب أن تتساوى بالرجل وتكتشف أن لكل شخص ما جبل عليه وما خلق له وأن الشخص الذى يأمرها وينهاها ليس متسلطا عليها
وليس سيدا لها كما هو ظاهر الأمر وإنما عبدا لهايحميها ويرعاها ويربى لها أبناءها ويصون كرامتها
فكم هو زهيد هذا الثمن الذى يطلبه؟؟؟
وهو أن تطيعه وتخضع له وتقر بقواميته عليها لكى تنال شرف ورفاهيه أن يحملها ضمن مسئولياته
إنها أكتشفت أن هذه هى الحريه الحقيقيه وأكتشفت أن الحريه شعور بالمسئوليه وإستغناء وليست أن يفعل المرء ما يحلو له فى كل وقت وأى زمان
وعندما وصلت إلى هذه النقطه وجدت أن العمر قد مضى وانها لا تستطيع ان تعود بعقارب الساعه إلى الوراء لكى تعيد النظر فيما ناضلت من أجله وما اقتنعت به حتى الثماله فتجرعته مراره ويائسا وتفريطا وظلما ووحشه ووحده
ثمنا مدفوعا لحماقتها
وكما يقول الشاعر ( لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقه أعيت من يداويها) شاعر قديم
شيماء الجمال
هناك تعليقان (2):
برافو جدا يا شيمو
الكلام ده بالضبط اللي انا دايما بقولوا ومقتنع بيه .كأنك بتتكلمي بلساني وما يجول بخاطري.شابو
برافو جدا يا شيمو
الكلام ده بالضبط اللي انا دايما بقولوا ومقتنع بيه .كأنك بتتكلمي بلساني وما يجول بخاطري.شابو
إرسال تعليق